السبت، 6 يونيو 2015

كلنا نعرف عن العقوق الذي مدخله "أُفٍّ".. ولكن هل سمعتم عن عقوق يُدعى "العقوق الصامت"!!؟

يؤلمني جدا منظر أم تجاوزت الأربعين أو الخمسين أو الستين وهي تعكف على خدمة ابنتها العشرينية، موفورة الصحة والعافية، أو خدمة أبنائها الصغار!
ويؤلمني أيضا أن أرى أباً تجاوز الأربعين أو الخمسين أو الستين يحمل ما يحمل من آلام المفاصل والظهر يخدم ابنه الشاب العشريني والثلاثيني الذي لا يفتأ يُزمجر ويطالب بحقوقه، أو هو من يقوم بشراء حاجيات البيت بدلا عنهم !

إن العقوق ليس صراخا أو شتما أو رفع صوت على الأم أو الأب فقط؛ بل له صور أخرى صامتة قد تكون أكثر إيلاما من صور العقوق الصريحة!
فمن البر بأمهاتنا أن لا نستغل عاطفتهن وغريزة الأمومة لديهن في خدمتنا وخدمة أطفالنا !
وكل ما ذهبنا لمكان ما لعمل أو لنزهة تركنا صغارنا عندها بحجة أنه لا يوجد أحد يرعاهم في غيابنا، أو بحجة أن الصغار يكدرون نزهتنا، أو بحجة ممنوع دخول الأطفال لمكان ما، ثم نذهب نحن لنلهو ونفرح.. ونترك الأم تعاني مشقة نومها ونومهم فضلا عن نظافة البيت ونظافتهم.
من البر بأمهاتنا أيضا أن لا نخبرهن بكل صغيرة وكبيرة تكدر خواطرنا؛ لأن تلك الصغائر ما هي إلا هموم تتراكم في قلوب الأمهات المُحِبّات مسببة لهن من القلق والألم النفسي و الجسدي ما لا يمكن أن يتصوره الشباب والشابات!
إن نفس الأم وكذلك الأب عند كِبَرِهم تُصبح نفساً رقيقة، تجرحها كلمة وتؤلمها لفتة، وأشد ما يؤلمها هو رؤية أحد الأبناء في مشاكل وتعب...
هناك مشاكل يمكننا حلها بأنفسنا، هناك ثرثرة وشكوى فارغة نستطيع أن نبقيها لأنفسنا أو لأصدقائنا.
فبِرَّا بأمهاتنا وآباءنا!
لنسعدهما كما أسعدونا ونحن صغار!
لنُرِحْهُما كما خدمونا وتحملونا في طفولتنا المزعجة ومراهقتنا الثائرة!
لنضغط على أنفسنا قليلا من أجلهما كما ضغطوا على أنفسهم كثيرا، وحرموا أنفسهم من مُتع عديدة لكي لا تربينا خادمة أو لكي لا نبقى وحدنا في البيت!
لنساعدهما على استيعاب جمال التضحيات التي قدموها من أجلنا!
لنكن ناضجين في تعاملنا مع والدينا.. ناضجين ومسؤولين في السعي وراء طموحاتنا!

منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواضيع أخرى قد تعجبك

المتواجدون من أنحاء العالم

زوار المدونة من كل العالم

Flag Counter
('https://plus.google.com/108771582231768786516').start();

You can also receive Free Email Updates:

الترتيب العالمي

الأرشيف